Tuesday, June 29, 2004

 

مقدمة



بسم الله الرحمن الرحيم


نحن شعب العراق...

ان بلدنا الموغل في القدم منذ أن توحد قبل أكثر من أربعة الآف عام وهو يتفاعل بالحروب والهجرات. وقد نجمت عن ذلك علامات حضارية مضيئة في تأريخ الإنسانية. كما نجم عنها تأريخ مضطرب مليء بالصراعات ونشوء مزيج متنوع من السكان تطغي عليه الصفة العربية-الكردية قومياً مع وجود أجناس أخرى تتعايش معهما منها الحديث نسبياً ومنها الضارب في عمق التأريخ. وقد صبغ الفتح الإسلامي قبل أكثر من أربعة عشر قرناً كلا القوميتين بالصبغة الإسلامية مع وجود أديان أخرى تتعايش معها.

والآن , وقد تشكل تنوعنا بكل تلك العوامل , قررنا أن نعيش بسلام مع بعضنا البعض ومع بقية الشعوب. لا نبدأ العداء من لا يناصبنا العداء.

وبعد تجاربنا المريرة خلال القرن الماضي من احتلال ونفوذ أجنبي وانقلابات وشرعية ثورية تفرض منظور فئة قليلة على كل المجتمع , وبعد أن شبعنا حروباً وإذلالاً وسحلاً ودماء...

قد قررنا اننا , بعد اليوم , لانريد ان يكون الخوف من السلطة ومن القتل والتعذيب هو العامل المحرك للمجتمع. ولا نريد ان تكون السلطة أداة ارهاب وتسلط بدلاً من ان تعمل لخدمة المجتمع. ولانريد ان يعلن الحرب شخص واحد. ولانريد ان يموت أو يعدم عراقي بقرار من شخص واحد. بل لا نريد لأي انسان ان يهان من قبل السلطة مهما كانت الأسباب. ولانريد ان يكون لسرقة أموال الدولة بدون حساب مكان في العراق. ولا نريد ان تكون المعلومات المتعلقة بحياة العراقيين سراً من الأسرار أو فضلاً تتفضل به عليهم الدولة بل حقاً من حقوقهم. ولانريد ان يكون الكذب الرخيص والتناقض المفضوح أساساً للحكم. ولانريد ان تكون الفتات والتلقيم و"المكرمات" عاملاً محركاً للإبداع والمسؤولية. ولانريد ان يغيب المنطق عن القرارات المتعلقة بالبلاد والمجتمع. ولانريد ان يذل العراق والعراقيون بسبب قرارات من شخص واحد بدون أية رقابة أو حساب. ولانريد دستوراً يفصل لإغراض شخص واحد أو سلطة قائمة. ولانريد الحزب الواحد والرأي الواحد والصوت الواحد. ولانريد ان يرحل العراقيون أو يهجروا لأسباب عرقية أو لأية أسباب أخرى. ولانريد ان يمنع الإنسان من الجهر بمعتقداته وممارستها ضمن القانون. ولانريد ان يمنع العراقيون من السفر والرواح والمجيء لفترات غير محددة. فلانريد ان يكون العراق سجناً للعراقيين. ولانريد ان تنتقل السلطة بالإنقلابات أو بالعنف. ولانريد ان تنزع الملكية لأي عراقي اعتباطاً. ولانريد ان تنزع مواطنة العراقي. ولانريد ان يكون الإقتصاص من المتهم أو جلبه الى متناول السلطة عن طريق أهله أو أقربائه. ولانريد ان يسن أي قانون من قبل شخص واحد أو فئة غير منتخبة. ولانريد ان تكون أجهزة الإعلام أبواقاً تتمشدق بفضائل ماسكي السلطة. ولا نريد مجتمعاً لا رأي له. ولانريد ان يكون الجيش أداةً بيد السلطة لقمع العراقيين. ولانريد ان يجند العراقيون لفترات غير محدودة أو معقولة. ولانريد استغلال السلطة لجمع المال مهما كانت الظروف. ولانريد ان تكون القرابة سلماً غير مشروع للسلطة. ولانريد مجتمعاً تتفشى فيه الرشوة والمحسوبية. ولانريد ان تكون القومية أو الدين أو الطائفية أساساً للتمييز بين العراقيين. ولانريد ان تشعر أي من القوميات انهم مواطنون بدرجة أقل من الآخرين. ولانريد ان تناط القرارات المتعلقة بالمجتمع وصياغة مستقبله بشخص واحد مهما كانت درجة عبقريته. ولانريد ان تكون أجهزة أمن الدولة بعبعاً يخيف الناس. ولانريد ان تنفق أموال الدولة بدون رقابة أو مناقشة عامة. ولانريد جهازاً حكومياً سرياً في معلوماته وقراراته. ولانريد ما يقيد حرية العراقي في اختيار عمله أو في تركه. ولانريد القسر في العمل. ولانريد "السخرة" بأي شكل من الأشكال. ولانريد وزراء أو مسؤولين لا يميزهم سوى تملقهم لرؤسائهم. ولانريد ان يتسلق المداهنون أو عديمي الكفاءة في أجهزة الدولة. ولانريد جهاز قضاء يخضع لسلطة أخرى غير سلطة القانون. ولانريد ان يكون هناك قانون خاص أو غياب سلطة القانون لبعض العراقيين. ولانريد قرارات كيفية وعشوائية تمنع العراقيين من التخطيط لحياتهم. ولا نريد رئيساً للدولة يحكم عشرات السنين ثم ينقل السلطة لإبنه أو لأخيه. ولانريد جهازاً حكومياً مسيساً بالكامل. ولانريد تعليماً مسيساً.

وهذه هي روح هذا الدستور التي يجب ان تعتمد عند تشريع القوانين التفصيلية المطلوبة للحياة والتي يمكن ان تتغير من جيل الى جيل مع تغير الزمان ومع تغير أفكار الأكثرية.



Comments:
انا اريد و انت تريد و امريكا (تظن) انها تفعل ما تريد.
احب ان اضيف اننا نريد ان يكون للعراقيين الحق بتحديد اصدقائهم و نصف اصدقائهم و الاخرين الذين ما نرتاحلهم دون ان تحدد لنا القوائم الثلاثة مسبقا من (عمامنا بالخارج) كما اننا نريد ان نشوفه هذا النفط بعينينا والله خبلتونا البلد انهجم و ما شفناه بعيوننا, و بعد هوايه اشياء بس حاليا راح اكون اكثر من سعيد لتحصيل نصف ربع عشر هذه الامنيات السعيده.
هسه مو جنا كاعدين و ساكتين لازم تحجينا يا ابو خليل؟
 
يا أبا الوليد...

الا نستطيع حتى ان نتمنى ؟!!

لقد كتبت تلك القائمة قبل التطورات الأخيرة و "الحرية والديمقراطية" الجديدة المتبلة بالاذلال والدم والطائفية والعرقية! ولو سنحت لي الفرصة لإضافة امنيات جديدة على ضوء تجربة العام الماضي... لأصابك الهلع!

ولكني اتفق معك في الاضافات التي ذكرتها... وحول وجوب الاقتناع بجزء يسير من تلك الاماني... ألا تكفينا "الحرية والديمقراطية"؟؟
 
شكرا على الموضوع
 
Thank you for your wonderful topics :)
 
Thanks to topic
 
Post a Comment

<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?